الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (42- 48): {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)}.شرح الكلمات: {بآياتي}: أي المعجزات التي آتيتك كالعصا واليد وغيرها.{ولا تنيا في ذكري}: أي لا تفترا ولا تقصرا في ذكري فإنه سر الحياة وعونكما على أداء رسالتكما.{انه طغى}: تجاوز قدره بادعائه الألوهية والربوبية.{قولا لينا}: أي خالياً من الغلظة والعنف.{لعله يتذكر}: أي فيما تقولان فيهتدي إلى معرفتنا فيخشانا فيؤمن ويسلم ويرسل معكما بني إسرائيل.{يفرط علينا}: أي يعجل بعقوبتنا قبل أن ندعوه ونبين له.{أو أن يطغى}: أي يزداد طغياناً وظلما.{اسمع وأرى}: أي اسمع ما تقولانه وما يقال لكما، وأرى ما تعملان وما يعمل لكما.{فأرسل معنا بني إسرائيل}: أي لنذهب بهم إلى أرض المعاد أرض أبيهم إبراهيم.{بآية}: أي معجزة تدل على صدقنا في دعوتنا وأنا رسولا ربك حقاً وصدقاً.{والسلام على من اتبع الهدى}: أي النجاة من العذاب في الدارين لمن آمن واتقى، إذ الهدى إيمان وتقوى.{من كذب وتولى}: أي كذب بالحق ودعوته وأعرض عنهما فلم يقبلهما..معنى الكلمات: ما زال السياق الكريم في الحديث عن موسى مع ربه تبارك وتعالى فقد أخبره تعالى في الآية السابقة أنه صنعه لنفسه، فأمره في هذه الآية بالذهاب مع أخيه هارون مزودين بآيات الله وهي حججه التي أعطاهما من العصا واليد البيضاء. ونهاهما عن التواني في ذكر الله بأن يضعفا في ذكر وعده ووعيده فيقصرا في الدعوة إليه تعالى فقال: {اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري} وبين لهما إلى من يذهبا وعلة فقال: {إذها إلى فرعون انه طغى} أي تجاوز قدره وتعدى حده من إنسان يعبد الله إلى إنسان كفار ادعى أنه رب وإله، وعلمهما اسلوب الدعوة فقال لهما: {فقولا له قولاً ليناً} أي خالياً من الغلظة والجفا وسوء الإلقاء وعلل ذلك فيراجع نفسه فيؤمن ويهتدي أو يخشى العذاب ان بقى على كفره وظلمه فيسلم لكما بني إسرائيل ويرسلهم معكما، فأبدى موسى وأخوه هارون تخوفاً فقال ما أخبر تعالى به عنهما في قوله: {غفالا إنا نخاف أن يفرط علينا} أي يجعل بعقوبتنا بالضرب أو القتل، {أو أن يطغى} أي يزداد طغياناً وظلما. فطمأنهما ربهما عز وجل بأنه معهما بنصره وتأييده وهدايته إلى كل من تقولان لفرعون وما يقول لكما. وأرى ما تعملان من عمل وما يعمل فرعون وإني أنصركما عليه فأحق عملكما وأبطل عمله. فاتياه إذاً ولا تترددا فقولا أي لفرعون {إنا رسولا ربك} أي إليك {فأرسل معنا بني إسرائيل} لنخرج بهما حيث أمر الله، {ولا تعذبهم} بقتل رجالهم واستيحاء نسائهم واستعمالهم في أسوء الأعمال وأحطها، {قد جئناك بآية من ربك} أي بحجة من ربك دالة على أنا رسولا ربك إليك وأنه يأمرك بالعدل والتوحيد وينهاك عن الظلم والكفر ومنع بني إسرائيل من الخروج إلى أرض المعاد معنا.{والسلام على من اتبع الهدى} أي واعلم يا فرعون أن الأمان والسلامة يحصلان لمن اتبع الهدى الذي جئناك به، فاتبع الهدى تسلم، وإلا فأنت عرضة للمخاوف والهلاك والدمار وذلك لأنه {قد أوحى إلينا} أي أوحى إلينا ربنا، {إن العذاب على من كذب} بالحق الذي جئناك به {وتولى} عنه فأعرض عنه ولم يقبله كبرياءً وعناداً..من هداية الآيات: 1- عظم شأن الذكر بالقلب واللسان والجوارح أي بالطاعة فعلاً وتركاً.2- وجوب مراعاة الحكمة في دعوة الناس إلى ربهم.3- تقرير معية الله تعالى مع أوليائه وصالحى عباده بنصرهم وتأييدهم.4- تقرير أن السلامة من عذاب الدنيا والآخرة هي من نصيب متبعي الهدى.5- شرعية إيتان الظالم وأمره ونهيه والصبر على اذاه.6- عدم المؤاخذة على الخوف حيث وجدت اسبابه.
|